تجنب قعدة المغضوب عليهم


شرح الحديث

عَلَّمَنا النَّبيُّ ﷺ الآدابَ الحَسنةَ للمَجالِسِ والقُعودِ والقِيامِ، وما يَنبَغي على المُسْلمِ الالتِزامُ به ممّا يُحبُّه اللهُ وَرَسولُه في هذه الأحوالِ، مع البُعدِ عن التَّشبُّهِ بِأحوال الضُّلّالِ والظّالمينَ.

وفي هذا الحَديثِ يقولُ الشَّرِيدُ بْنُ السُّوَيْدِ الثَّقَفِيُّ رضِيَ اللهُ عنه: «مَرَّ بي رَسولُ اللهِ ﷺ وأنا جالِسٌ هكذا، وقد وَضَعْتُ يَدِيَ اليُسْرى خَلْفَ ظَهْري واتَّكَأتُ»، أي: اسْتَنَدْتُ «على أَلْيةِ يَدي»، وهي: اللَّحْمةُ الغَليظةُ التي في أصْلِ الإبهامِ، فقال له النَّبِيُّ ﷺ: «أَتَقْعُدُ قِعْدةَ المَغْضوبِ عليهم؟!»، وهذا استِفْهامُ تعجُّبٍ وإنكارٍ من النَّبيِّ ﷺ أنْ يَقْعُد على هذه الهَيئةِ التي مِن صِفةِ قُعودِ المغْضوبِ عليهم؛ والمُرادُ بهم: اليَهودُ، أَو يُرادُ بهم المَغْضوبُ عليهم مِن الكُفّارِ والفُجّارِ المُتَكَبِّرينَ الْمُتَجَبِّرينَ مِمَّنْ تَظْهَرُ آثارُ العُجْبِ والكِبْرِ عليهم في قُعودِهم ومِشْيِهم، وسببُ كَراهِيَتِه ﷺ: التَّشبُّه بهم؛ فيَنْبَغي على المُسلِم أنْ يَجْتَنِبَ التَّشبُّهَ بمَن غَضِب اللهُ عليه.

(مصدر الشرح: الدرر السنية)
 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سورة الكهف مكتوبة - فضل سورة الكهف ليس قصرا على وقت بعينه

سورة تبارك ، سورة الملك : تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ

سورة الكهف - تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ