أنْفَجْنَا أرْنَبًا ونَحْنُ بمَرِّ الظَّهْرَانِ

■  الحديث مع الشرح   :


▪ الأول   :


أنْفَجْنَا أرْنَبًا ونَحْنُ بمَرِّ الظَّهْرَانِ ، فَسَعَى القَوْمُ فَلَغَبُوا ، فأخَذْتُهَا فَجِئْتُ بهَا إلى أبِي طَلْحَةَ ، فَذَبَحَهَا فَبَعَثَ بوَرِكَيْهَا - أوْ قالَ : بفَخِذَيْهَا - إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَبِلَهَا   .


الراوي : أنس بن مالك |

المحدث : البخاري |

المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم : 5535 |

خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


▪ التاني   :


أَنْفَجْنَا أرْنَبًا بمَرِّ الظَّهْرَانِ ، فَسَعَى القَوْمُ ، فَلَغَبُوا ، فأدْرَكْتُهَا ، فأخَذْتُهَا ، فأتَيْتُ بهَا أبَا طَلْحَةَ ، فَذَبَحَهَا وبَعَثَ بهَا إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بوَرِكِهَا أوْ فَخِذَيْهَا - قَالَ : فَخِذَيْهَا ، لا شَكَّ فيه - فَقَبِلَهُ ، قُلتُ : وأَكَلَ منه؟ قَالَ : وأَكَلَ منه ، ثُمَّ قَالَ بَعْدُ : قَبِلَهُ  .


الراوي : أنس بن مالك |

المحدث : البخاري |

المصدر : صحيح البخاري

الصفحة أو الرقم : 2572 |

خلاصة حكم المحدث : [صحيح]


●  شرح الحديث   :


كان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أكثرَ الخَلقِ تَواضُعًا ، ومِن ذلك أنَّه كان يَقْبَلُ الهَديَّةَ مِنْ أصحابِه رَضيَ اللهُ عَنْهم حتَّى ولو كانت قَليلةً .


وفي هذا الحَديثِ يقولُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه  :


« أَنْفَجْنا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرانِ » ، أي : هيَّجْناها وأَثَرْناها حتَّى خَرَجت مِن جُحْرِها ، فتَتبَّعْناها ،

ومَرُّ الظَّهْرانِ : وادٍ على خَمسةٍ أميالٍ (8كم تقريبًا) مِن مكَّةَ إلى جِهَةِ المدينةِ ،


" فَسَعَى القَوْمُ "  أي فأسْرَعَ القومُ يَجْرُون خَلْفَها ؛ لإمساكِها وصَيْدِها ،


« فلَغَبُوا » ، أي : فتَعِبوا في إمساكِها ،


" فأدْرَكْتُهَا ، فأخَذْتُهَا " أي لَحِقَها أنسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه وأَمْسَكها ،


قال : « فأتَيتُ بها أبا طَلْحَةَ فذَبَحَها » ، وكان أبو طَلْحةَ الأنصاريُّ زَوجَ أُمِّهِ أُمِّ سليمٍ رَضيَ اللهُ عَنْهما ،


وبَعَث أبو طَلحةَ الأنصاريُّ رَضيَ اللهُ عنه مع أنَسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه ، إلى رَسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بوَرِكِها أو فَخِذَيْها ، على سَبيلِ الهَديَّةِ  .


قال شُعْبَةُ بنُ الحجَّاجِ - مِنْ رُواةِ الحديثِ   :

« فَخِذَيْها ، لا شَكَّ فيه » ، وكان شُعْبةُ يَشُكُّ أوَّلًا هلْ كان المُهْدى الفَخِذَيْن أمِ الوَرِكَيْن ، ثُمَّ اسْتَيْقَن أنَّه أرْسَلَ له الفَخِذَيْن ،

والفَخِذُ أَعْمُّ مِن الوَرِكِ ،


فقَبِلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَخِذَيِ الأَرْنَبِ  .


وكما شَكَّ شُعْبَةُ في المرسَلِ ، شَكَّ في أَكْلِ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ممَّا أُهْدِيَ إليه مِنَ الأَرْنَبِ ،


فرَوى في الحَديثَ قَبولَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقطْ ،


فلمَّا سُئِلَ عن أكْلِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ منه ، قال  :

« وأَكَلَ مِنْهُ » ، ثمَّ إنَّه شَكَّ فِي أَكْلِهِ ، واسْتَيْقَنَ قَبولَهُ ولم يَشُكَّ فيه، فجَزَمَ بالقَبولِ فقطْ آخِرًا .


وسواءٌ أكَلَه أو قَبِلَه ، فهو دليلٌ على أنَّ أكْلَ الأرنبِ حَلالٌ  .


وفي الحديثِ : قبولُ هَديَّةِ الصَّيدِ وغيرِه  .

وفيه : السَّعيُ لطَلبِ الصَّيدِ إذا لم يُؤدِّ إلى فَواتِ الصَّلاةِ أو غَيرِها مِن مصَالحِ الدِّينِ والدُّنيا  .

وفيه : أنَّ الصَّيدَ يكونُ مِلكًا لِمَن أَدركَه وأخَذَه ، ولا يُشارِكُه فيه مَن شارَكَه في طَلبِه  .


¤  الموسوعة الحديثية  - الدرر السنية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سورة الكهف مكتوبة - فضل سورة الكهف ليس قصرا على وقت بعينه

سورة تبارك ، سورة الملك : تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ

سورة الكهف - تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ