ما هو حكم البقشيش أو ما يعرف بالإكرامية ؟!

👈ما هو حكم البقشيش أو ما يعرف بالإكرامية ؟!

هذا الأمر منتشر جدا فوجب معرفة حكمه ،وهنا نقول 

الأصل في هدايا العمال أنها حرام ومن الغلول  

👈فقد روى البخاري (7174) ومسلم (1832) عن أبي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ رضي الله عنه قَالَ : اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلا مِنْ بَنِي أَسْدٍ يُقَالُ لَهُ ابن اللُّتْبِيَّة عَلَى صَدَقَةٍ فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ : هَذَا لَكُمْ وَهَذَا أُهْدِيَ لِي ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : ( مَا بَالُ الْعَامِلِ نَبْعَثُهُ فَيَأْتِي يَقُولُ : هَذَا لَكَ وَهَذَا لِي ، فَهَلا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَيَنْظُرُ أَيُهْدَى لَهُ أَمْ لا ؟ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لا يَأْتِي بِشَيْءٍ إِلا جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى رَقَبَتِهِ إِنْ كَانَ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْنَا عُفْرَتَيْ إِبْطَيْهِ أَلا هَلْ بَلَّغْتُ ثَلاثًا ) .

والحكمة من تحريم الشرع تلك الهدايا واضحة وهى ✍️

👈١_أنها تدعو العامل إلى محاباة الدافع ، حتى قد يعطيه ما ليس من حقه ، مما يعود بالضرر على صاحب العمل فتعتبر رشوة  

👈٢_أنها تفسد قلب العامل على الآخرين الذين لا يدفعون له شيئاً ، فلا يحسن العمل لهم ، ويقصر في إكماله 

👈٣_أنها تجرئ العامل على السؤال والطلب من غير حاجة فيتحول العمال إلى متسولين ولكن بطريقة خفية ،وهذا الأمر يرفضه الشرع إذ منع سؤال المال إلا لمحتاج وفى أحوال معينة بينها الشرع 

👈وبعد معرفة تلك الحكم من هدايا العمال نستطيع أن نتبين أنه إن انتفت تلك المفاسد جاز البقيشش أو الإكرامية 

ومن أمثلة ذلك ✍️

👈١_إذا كان البقيشيش بسبب  أن العامل فقير لا بسبب عمله 

كما نفعل مع كثير من عمال النظافة أو رجال الأمن على البوابات أو الاسانسير ...الخ 

فسبب البقيشيش هنا الفقر وليس كونه عاملا فى المكان 

👈٢_إذا كانت الهدية من باب الدعايا من بعض الشركات أو المحلات 

كمن يعطى مثلا أدوات مكتبية مكتوب عليها اسم الشركة أو المحل أو نتيجة ..الخ 

فمثل تلك الهدايا لا تستهدف عامل بعينة ولكن قد تستهدف فئة معينة تريد الشركة عرض منتجاتهم عليهم 

مثل شركات الأدوية مثلا فهى تستهدف الأطباء وتعطيه تلك الهدايا سواء كان فى عيادته الخاصة أو فى المستشفى العام 

👈٣_إذا كان البقيشيش بمعرفة صاحب العمل  أو ما ينوب عنه ويستطيع الإذن فى ذلك ثم يوافق على أخذ البقيشيش  فهنا تنتفى المفاسد 

👈٤_إذا كان البقيشيش عرف سائد فى ذلك العمل وهو معلوم للجميع للعامل وصاحب العمل والناس 

كما هو ظاهر فى المطاعم والبنزينة مثلا 

فتجد صاحب العمل قد يعطى العامل مرتب بسيط ويعده بأن البقيشش والإكرامية ستكفى لسد حاجته ،بل من أصحاب المطاعم من يضع نظاما لتقسيم البقيشيش 

المهم مثل ذلك معروف لأنه عرف سائد ولا يخفى على صاحب العمل 

👈٥_اذا كان البقيشيش مبلغ زهيد لا يرقى أن يدفع العامل إلى رشوة أو محاباة 

يعنى يترك له الزبون اتنين جنيه او ما شابه مثلا فمثل ذلك المال القليل لن يغير فى جهد العامل لأنه لا يستحق مزيد تمييز ولكن تكراره من العملاء يدفع العامل للحفاظ على عمله ويكون من باب التشجيع على العمل 

لذلك أجاز الشيخ ابن باز هدايا عمال البريد من ذلك الباب 

👈٦_إذا كان العطاء أو الهبة من باب كرم الضيافة 

بمعنى يذهب العامل إلى العميل فى مكتبه أو منزله فيعطيه طعاما أو شرابا فهذا جائز 

وهنا ننبه ✍️✋

👈١_إذا رفض صاحب العمل كل ما سبق من البقيشش الجائز من باب الحفاظ على سمعة المحل أو الشركة واتفق مع العامل على ذلك فلا يجوز قبول البقيشيش مطلقا الجائز منه والغير جائز إذ أن المؤمنين عند شروطهم 

👈٢_إذا كان العامل هو من يطلب البقيشيش ولا يظهر عليه علامات الفقر فلا يجوز إعطائه البقيشيش لأن هذا دليل على أنه ينتظر ذلك وأنه يميز العملاء بعضهم عن بعض بسبب ذلك البقيشيش وبالتالى ستقع المفاسد التى تم ذكرها فى بداية كلامنا 

👈٣_لابد أن يكون البقيشش بعد انتهاء العمل وليس فى بدايته حتى لا يؤثر فى عمل العامل بنوع محاباة ويعطى العميل زيادة فوق حقه فيضر بصاحب العمل 

👈٤_إذا كان العامل لا يتحرك للعمل إلا إذا أخذ البقيشيش أو الإكرامية كما نشاهد من بعض عمال القطاع الحكومي حيث لا يأتى لإصلاح عطل أو تخليص ورق إلا بمال أو ما يسمونه الشاى أو الدخان ولا سبيل لتخليص الخدمة إلا من خلاله وبهذه الطريقة فيجوز إعطائه الإكرامية ويكون الإثم عليه هو وليس على العميل 

ذلك ما تيسر 

والله أعلم 

#البقشيش_الإكرامية

https://www.facebook.com/100002856618350/posts/4198129553625557/