لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن سَرَقَ مَنارَ الأرْضِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن لَعَنَ والِدَهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن آوى مُحْدِثًا

 ❍السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

🔵"سُئِلَ عَلِيٌّ، أَخَصَّكُمْ رَسولُ اللهِ ﷺ بشيءٍ؟ 

فَقالَ: ما خَصَّنا رَسولُ اللهِ ﷺ بشيءٍ لَمْ يَعُمَّ به النّاسَ كافَّةً، إلّا ما كانَ في قِرابِ سَيْفِي هذا،

قالَ: فأخْرَجَ صَحِيفَةً مَكْتُوبٌ فِيها:

▪️ لَعَنَ اللَّهُ مَن ذَبَحَ لِغَيْرِ اللهِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن سَرَقَ مَنارَ الأرْضِ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن لَعَنَ والِدَهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَن آوى مُحْدِثًا".


⭕ علي بن أبي طالب  •  

🔹مسلم (ت ٢٦١)، 

📓صحيح مسلم (١٩٧٨)  •  [صحيح]


⬇️⭕الشرح للحديث :


🟡 إنَّ آلَ البيتِ مَع رَفيعِ مَنزلَتِهم وعالي دَرجتِهم إلّا أَنَّهم لم يُخَصُّوا بشَيءٍ مِنَ العِلمِ دونَ الأُمَّةِ؛ فَقدْ سُئِلَ عَليٌّ رضي اللهُ عنه-كما في هذا الحديثِ-: أَخَصَّكُم رَسولُ اللهِ ﷺ بشيءٍ؟ يَعنِي مِنَ العِلمِ وأَسرارِه وقَواعِدِ الدِّينِ وأَحكامِه؟ فنَفى ذَلكَ عَليٌّ بقَولِه: ما خَصَّنا رَسولُ اللهِ ﷺ بشَيءٍ لم يَعُمَّ به النّاسَ كافَّةً، 


🔸أي: ما كانَ يَقولُه للنّاسِ كُلِّهم هُو ما كانَ يَقولُه لنا، ولم يَخُصَّنا بشَيءٍ ثُمَّ استَثْنى، إلّا ما كانَ في قِرابِ سَيْفي هَذا، وقِرابُ السَّيفِ هُو جِرابُه الَّذي يَدخُلُ فيه ورُبَّما وَسِعَ لشيءٍ آخرَ خَفيفِ الْمَحْمَلِ، فأَخْرَجَ لهم صَحيفةً مِن قِرابِ سَيْفِه مَكتوبٌ فيها: لَعَنَ اللهُ مَن ذَبَحَ لغَيرِ اللهِ،

 أي: مَن ذَبَحَ شَيئًا قاصدًا التَّقرُّبَ به لغَيرِ اللهِ، ولَعنَ اللهُ مَن سَرَقَ منارَ الأَرضِ، 


🔹أي: سِوى عَلاماتِ حُدودِها الَّتي يُعلَمُ بِها حُدودُ الأَرْضِ، يَفعَلُ ذَلكَ لِيَأخُذَ ما لَيْسَ له مِن مِلْكِ الغَيرِ أو مِنَ الطَّريقِ، ولَعنَ مَن لَعَنَ والِدَه، 


🔸أي: تَسبَّبَ في لَعنِه بأنْ يَسُبَّ أبا الرَّجُلِ ويَسُبَّ أُمَّه فيَسُبَّ الرَّجُلُ أباه ويَسُبَّ أُمَّه، أو يَكونُ اللَّعنُ لَهما مُباشَرةً، وهُو مِن أَشدِّ ما نَهى عنه رَسولُ اللهِ ﷺ.


🔹ولَعنَ مَن آوى مُحْدِثًا، والمُحْدِثُ هُو مَن جَنى على غَيرِه جِنايةً فحَماهُ إنسانٌ وَمنعَ أَحدًا أن يَتعرَّضَ له باستِيفاءِ الحقِّ مِنه، ويَدخُلُ فيه أيضًا مَن جَنى عَلى الدِّينِ بفِعلِ البِدَعِ المُحدِثَةِ فيَحميهِ ويُمَكِّنُ المُبتدِعَ مِن نَشْرِ بِدعتِه مِن غَيرِ أنْ يَتعرَّضَ له أَحدٌ بالتَّأديبِ أَوِ الصَّدِّ عن بِدعتِه. واللَّعنُ مِنَ اللهِ هو الطَّردُ والإبعادُ مِن رَحمتِه.


https://dorar.net/hadith/sharh/22036

📗(مصدر الشرح: الدرر السنية)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سورة الكهف مكتوبة - فضل سورة الكهف ليس قصرا على وقت بعينه

سورة تبارك ، سورة الملك : تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ

سورة الكهف - تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ