يا ليتني مت و أنا أؤذن

 قيل قديما أن ديكا كان يؤذن عند فجر كل يوم ، و ذات يوم قال له صاحبه : أيها الديك لا تؤذن و إلا سأنتف ريشك ! .. 

فخاف الديك و قال في نفسه : الضرورات تبيح المحظورات و من الذكاء أن أتنازل و أن أنحني قليلاً للعاصفة حتى تمر حفاظا على نفسي .. فهناك ديوك غيري تؤذن ....

و مرت الأيام و الديك على ذلك الحال .. 

و بعد أسبوع جاء صاحب الديك و قال : 

أيها الديك إن لم تكاكي كالدجاجات ذبحتك ! .. 

فقال الديك في نفسه مثل ما قال سابقاً : 

الضرورات تبيح المحظورات و من السلامة أن أتنازل و أن أنحني للعاصفة حتى تمر حفاظا على نفسي .... و تمر الأيام و ديكنا الذي كان يوقظنا للصلاة أصبح و كأنه دجاجة ! 

و بعد شهر قال صاحب الديك : 

أيها الديك الآن إما أن تبيض كالدجاج أو سأذبحك غدا ! ....

 " عندها بكى الديك و قال : يا ليتني مت و أنا أؤذن " ..... 


الخلاصة : 

هكذا تكون سلسلة التنازلات عن المبادئ و القيم و الأخلاق و ربما المقدسات .. 

تبدأ بالتخويف حتى تصل لمرحلة العبودية 

فلا تنافق أحدا في مبادئك ولا تهادن آخر في مشاعرك ولا تخون أبدا إحساسك 

و تعلم أن تبقى دوما سيد قراراتك و ٱجعل معيار قراراتك رضى الله و رسوله ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

سورة الكهف مكتوبة - فضل سورة الكهف ليس قصرا على وقت بعينه

سورة تبارك ، سورة الملك : تَبارَكَ الَّذي بِيَدِهِ المُلكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ

سورة الكهف - تِلْكَ السَّكِينَةُ تَنَزَّلَتْ بِالْقُرْآنِ